جرائم العصابات في تعز ..هل تسقط بالاتفاق ؟

جرائم العصابات في تعز ..هل تسقط بالاتفاق ؟

جرائم العصابات في تعز ..هل تسقط بالاتفاق ؟ الجند+ | وحدة التقارير | خاص الأحد إبريل تعيش مدينة تعز اليمنية حالة من الغليان في مشهدها الأمني والعسكري، عقب مواجهات شرسة، دارت بين القوات الحكومية من جهة ومسلحين متمردين خارجين عن القانون من جهة أخرى، على خلفية جرائم الاغتيالات التي مورست بحق ضباط وجنود المؤسستين العسكرية والأمنية وخطباء ونشطاء إنسانيين، وآخرها جريمة الاغتيال التي طالت موظف اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، حنا لحود، لبناني الجنسية، يوم السبت الماضي. وجاءت هذه المواجهات بناءً على قرارات وتوجيهات اللجنة الأمنية برئاسة محافظ المحافظة د. أمين محمود، الاثنين الماضي، وإعلانه انطلاق حملة أمنية ضد العناصر المتطرفة والتي تتخذ من بعض الأحياء شرقي المدينة وكراً لها، كما تهدف الحملة أيضاً إلى استعادة المؤسسات الحكومية الرسمية الواقعة في تلك المناطق. وبحسب مصادر أمنية، فقد تمكنت الحملة من تحييد عشرات العناصر المتطرفة، في حين سقط قتلى وأصيب آخرون من عناصر الحملة الأمنية، كما طالت الأهالي في تلك المناطق والمجاورة لها انتهاكات وجرائم مختلفة مارستها عليهم العناصر المتطرفة. * لن تسكن المؤامرات مؤسسات الدولة وفي بيان محافظ تعز قال أنه "لا مجال لبقاء هذه المؤسسات خاويةً على عروشها أو مسكونةً بالمؤامرات وحبك الدسائس على تعز وأبنائها من قِبَل قوى التطرف والإرهاب التي لا تريد الأمن والاستقرار وعودة الحياة لتعز"، - في إشارة إلى مؤسسات الدولة الواقعة تحت سيطرة العصابات المتمردة - مضيفاً ان هذه العناصر إنما تخدم قوى الشر الانقلابية وتنفذ برامجها الظلامية والكهنوتية، حد وصفه. وكانت وحدات أمنيه قد تحركت الاثنين الماضي ، للانتقال إلى مقراتها السابقة في منطقة العرضي شرق مدينة تعز، بناءً على توجيهات اللجنة الأمنية وقرار محافظ المحافظة د. أمين محمود. بيد أن هذه القرارات لم تلقى استجابة فورية من قبل القيادي السلفي "أبو العباس" المدعوم اماراتياً، والذي اعترف قبل أيام في تسجيل صوتي بتبعية هذه المواقع والمؤسسات الحكومية منها الأمنية والعسكرية لجماعته، إلا أن وحدات الحملة الأمنية فوجئت بمواجهة المسلحين الذين وصفتهم السلطات المحلية بالمتمردين وحاولت منعهم من الوصول إلى مقراتهم، ما اضطرهم للاشتباك لعدة أيام، قبل أن تسيطر قوات الجيش والشرطة العسكرية والشرطة العامة على هذه المؤسسات، وتمكن الأخيرين من تحييد عشرات العناصر المتطرفة. * الدولة في حماية المسلحين في تصريح مثير له عقب انطلاق الحملة الأمنية قال القيادي السلفي "عادل عبده فارع" المكنى بأبي العباس انه على استعداد لتسليم المؤسسات التي يسيطر عليها شريطة ان تكون تحت حماية مسلحيه، وهم الذين تعتبرهم اللجنة الأمنية بالعناصر المتطرفة الخارجة عن سيطرة الدولة والقانون. كما اشترط عادل فارع - في تسجيل صوتي - على محافظ المحافظة، سحب كافة وحدات الحملة الأمنية المتواجدة في المنطقة، قبل الدخول بأي مفاوضات معه، حول آلية تسليم تلك المقرات للسلطات المحلية والعسكرية، وهو ما رفضته اللجنة الأمنية حينها ليباشر أبو العباس بعدها حملة استهداف لمواقع الجيش والمقاومة، واختطافات لأفراد الجيش وقصف طال العديد من المناطق وسط المدينة، بما فيها مقر المحافظة المؤقت، بالإضافة الى انتهاكات واقتحامات لمنازل مواطنين في مناطق سيطرتهم. * لا تسقط بالتقادم نشر عدد من النشطاء بلاغاً تقدم به حقوقيون ومحامون في تعز إلى محافظ المحافظة، والجهات الأمنية والعسكرية، وتضمَّن البلاغ توثيق سلسلة من الجرائم التي ارتكبتها عناصر خارجة عن القانون مدعومة من أبي العباس. وتنوعت هذه الجرائم و الانتهاكات بين الإعدامات الميدانية والاختطافات، واقتحام منازل، ودور عبادة ونهب ممتلكات عامة و خاصة، مطالبين الجهات المسؤولة اتخاذ الاجراءات اللازمة لمكافحة هذه الجريمة، ومعاقبة الجناة بما يضمن تحقيق العدالة التي لا تسقط بالتقادم لكافة المتضررين. * إعدامات ميدانية أفادت مصادر ميدانية في تعز قيام مجموعة مسلحة خارجة عن القانون بتنفيذ جريمة إعدام ميداني بحق أحد جنود الجيش الوطني، وأكدت المصادر أن عصابة مسلحة بقيادة المدعو "علي حزام" - الذي فرضته جماعة أبو العباس بالقوة مدير لقسم شرطة الجحملية – اعترضت مساء الاثنين الجندي "محمد عبده اسماعيل الشرعبي، اللواء مشاة، أثناء مروره على متن دراجته النارية باتجاه جولة العرضي في حي الجحملية قادماً من جبهة عمله شرق المدينة، تم استجوابه وإعدامه فوراً على خلفية عمله في المستشفى العسكري. في الوقت ذاته شنت مجموعات مسلحة تابعة لأبي العباس أيضاً حملة اختطافات واسعة طالت العديد من أفراد الجيش الوطني، حيث أكدت مصادر في اللواء ميكا، عن قيام مجموعة مسلحة تابعة لأبي العباس يوم الثلاثاء الماضي باختطاف اثنين من جنود اللواء، بالقرب من مدرسة مايو في منطقة الدائري. * دقوهم بالقناصات تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لأحد المارة تم قنصه في أحد شوارع المدينة من مواقع تمركز جماعة أبو العباس، وقال ناشطون أن كتائب العباس نشرت العديد من القناصة ودفعت بالعديد من العناصر الإرهابية أو ما بات يطلق عليهم بـ "الملثمين" إلى مربع أبي العباس وسط المدينة لا سيما في أحياء المدينة القديم، وباب موسى و العرضي وسوق الصميل التي شهدت مواجهات شرسة بين العناصر المتطرفة واللجنة الأمنية. * حماية أم جباية !؟ على عكس الادعاءات التي يتباها "عادل فارع" وجماعته عن حمايتهم لمقرات ومؤسسات الدولة، تداول رواد مواقع التواصل في تعز صوراً لمبنى المحكمة ومقر صحيفة الجمهورية، بعد أن أصبحت المباني جدراناً خاوية، لم يترك فيها مسلحو الجماعة شيئاً يمكن الاستفادة منها، حيث تم نهب وبيع كافة الطابعات العملاقة الخاصة بالصحيفة، حتى نوافذ المبنى لم تسلم هي الأخرى، متسائلين عن نوع الحماية التي يدعي المسلحون توفيرها لهذه المقرات في الوقت الذي لم يدعوا فيها شيئاً يمكن حمايته. * سطو مسلح ضمن مسلسل جرائمها ضد المواطنين قامت مجموعة مسلحة تابعة لـ أبو العباس باعتراض المواطن "أمين محمد حسن الاسكندر" عام، والمواطن "عبدالله أحمد هزاع البناء" عام، وإطلاق النار عليهما مباشرةً، قبل أن تنهب السيارة التي كانوا يستقلونها في حي السواني جنوب المدينة. * اختطاف قيادات لاقت جريمة اختطاف القيادي في المقاومة ونائب مدير عام الواجبات بتعز "عبدالعليم الرامسي" استنكاراً واسعاً، الذي اختطفه مسلحون تابعون لأبي العباس وهو في طريقه إلى وسط المدينة. ويعد الرامسي أحد أبرز القيادات الميدانية في المقاومة الشعبية بمديرية صبر الموادم، حيث فجر الحوثيون منزله، و بُترت قدميّ نجله أحمد - جندي في الجيش الوطني- بقذيفة حوثية أطلقت على منزلهم. * اقتحامات توسعت انتهاكات العناصر المتمردة، لتشمل دور العبادة ومنازل المواطنين، وهو ما حدث في حي الجمهوري جنوب شرقي المدينة، حيث تم رصد عملية اقتحام "مسجد الخيرات" شرق المدينة، واختطاف مواطنين من داخل المسجد ونقلهم إلى مقر قيادة أبو العباس، أحدهم ويُدعى "الحاج عبدالجبار المنيفي" الذي تعرض للاختطاف سابقاً على أيدي مليشيا الحوثي ومكث في سجونها لما يزيد عن ثمانية عشر شهراً. أما في حي باب موسى فقد اقتحمت ذات العناصر المتطرفة منزل الجندي "بشير الحمادي"، ظهيرة يوم الخميس الماضي للمرة الثانية خلال أيام، حيث قال شهود عيان لـ "الجند+" أن هذه العناصر داهمت المنزل لمرتين وروعت السكانين، ونشرت قناصة على سطحه. * قصف البيوت ومهاجمة المؤسسات على الصعيد ذاته لم تسلم منازل المواطنين الذين شكو لـ "الجند+" قصف منازلهم من مواقع سيطرة جماعة أبو العباس في قلعة القاهرة والأمن السياسي، وهي ذات المواقع التي تسيطر عليها الجماعة المسلحة، وتدعي حماية المواطنين ومنازلهم وحراسة المدينة منها. حيث سُجلت عدد من الإصابات في صفوف المواطنين من بينهم الناشطة صفاء هزاع التي أُصيبت بطلق ناري من سلاح رشاش عيار / . كما واصل مسلحو جماعة أبو العباس مهاجمة بعض المقرات الحكومية منها، مقر المحافظة ومبنى مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، ففي تصريح سابق للمتحدث الرسمي باسم قيادة محور تعز العقيد "عبدالباسط البحر"، أكد فيه تمكن القوات الأمنية من دحر عناصر متمردة حاولت مهاجمة أماكن قريبة من مقر المحافظة المؤقت ومقر مكتب التربية والتعليم". وأضاف البحر، أن عملية مطاردة عناصر الحملة الأمنية للمتمردين في أحياء المدينة القديمة، الأربعاء الماضي، اسفر عن مقتل مطلوبين أمنيا، في جرائم متعددة، وفي مقدمتهم المدعو "أسامة الشرجبي" الملقب بـ "أبو أسيد" المنتمي لأحد التنظيمات الإرهابية، كما أُلقي القبض على آخرين. * هل تمضي دون عقاب بعد أيام قليلة من عودة وكيل المحافظة، المقرب من أبي العباس، عارف جامل، إلى مدينة تعز، بعد رحلة مطولة قضاها في دولة مصر والمملكة السعودية، لتمرير وساطة تهدئة بين الطرفين، من أجل تسليم مؤسسات الدولة لطرف محايد، حد زعمهم، وهو الأمر الذي ترفضه اللجنة الأمنية ومحافظ المحافظة، والتي تقول أنه تحركاتها جاءت بناءً على توجيهات رئيس الجمهورية. ومع نشر بنود الاتفاق بين هذه العناصر المسلحة واللجنة الأمنية يتساءل مواطنون هل تمضي كل هذه الجرائم المرتكبة خلال الأحداث الماضية دون عقاب؟. فيما يتخوف حقوقيون على مستقبل العدالة إذا لم يتم الانتصار لحقوق الضحايا ومعاقبة المتسببين بها، في الوقت الذي ذهب فيه محللون للقول أنه كان باستطاعة تعز تجنب دفع هذه الكلفة لو أن تلك العناصر قبلت بقرارات المحافظ واللجنة الأمنية ووافقت على تسليم مؤسسات الدولة منذ البداية وغلَّبت مصالح الجميع على مصالحها الذاتية. تابعونا على حساباتنا التالية: تيليجرام: ://./ تويتر: ://./ فيسبوك: ://./.

جاري تحميل المحتوى .. الرجاء الانتظار