قمة جدة.. برزخٌ بين محورين
كان التعاطي مع زيارة الرئيس الأمريكي وحضوره قمة جدة الخليجية مختلفاً هذه المرة، ونستطيع أن نقول إن عهد جو بايدن جاء في ذروة رسائل التراجع الأمريكي في المنطقة، والتي وصلت لها بتدرج ولم تكن وليدة انتصار الديمقراطيين وإخراج ترامب من البيت الأبيض، وحين نقول إنهُ تراجع فلا يعني ذلك خروجاً كلياً من منطقة الخليج العربي، أو الشرق الأوسط، ولكنه تحولٌ من الحليف المركزي الشامل، إلى الحليف الأول الأبرز. وبين المصطلحين فارقٌ كبير، فالمركزية الأمريكية العتيقة في الخليج العربي كانت قريبة جداً من حكومات المنطقة وأُسر الحكم فيها، منذ مغادرة بريطانيا، وإن بقيت علاقة خاصة مع لندن في المنامة ومسقط، لكن ذلك لم يُقلّص مساحة الأمريكيين، المهم أن واقع اليوم يقترب من الحليف الأول لا المركزي الشامل، التي تُضبط بوصلة علاقات المجلس الخليجي باتجاهاته. وهي مساحة نسبية واسعة لا تتعارض مع ترجيح الأمن الأمريكي، كغطاء مصالح دولي قبل أي طرف، ولا دفء العلاقات المستمر مع أسر الحكم، لكن الثقة به تراجعت كثيراً، قبل الأزمة الخليجية وبعدها، وخاصة حين كانت أمريكا ترامب طرفاً في الخلاف الخطير بين دول المجلس أول اندلاع الصراع. وشهدت هذه القمة رسائل اعتبرت ندية، خاصةً أنها شهدت سحب الأمريكيين عملياً كإدارة في البيت الأبيض ملف الشهيد جمال خاشقجي، ثم التعبير عن الموقف الرسمي الرافض لدعوات المثلية المكثفة، وشراكة السفارات الأمريكية في الخليج في ترويجها، الذي أقلق غالبية العواصم واستشعرت الحكومات فيها أن فتح الباب لها يستفز الضمير الشعبي بقوة، كما أن الرياض حرصت على إعادة تأكيد حضورها، كقوة إقليمية عربية تتعامل معها القوة الغربية الكبرى، في ظل وجود محور إيران ومركز تركيا الإقليمي الآخر. والحصيلة هنا أن رسائل القمة والتصريحات الجانبية، لم تُعط... ظهرت المقالة قمة جدة.. برزخٌ بين محورين أولاً على حرف بوست.
جاري تحميل المحتوى .. الرجاء الانتظار
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news