كيف عاش اليمنيون لحظة سقوط صنعاء ..! #نكبه_اليمن_سبتمبر
ذكرى سقوط صنعاء في عيون اليمنيين ذكرى سقوط العاصمة صنعاء سبتمبر/ أيلول م، الحدث الذي غير مجرى السياسة في اليمن وأعادها الى مربع الصفر حسب تعبير البعض، فقد أعادها أكثر من خمسين عاما إلى الوراء، إلى ما قبل قيام ثورة سبتمبر الخالدة في الـ سبتمبر/ أيلول م. لحظة السيطرة على العاصمة ومؤسسات الدولة من قبل مليشيات مسلحة، لم يكن بالحدث السهل، ولا هي بالقضية العابرة، كما لم يكن نتاج قوة أو حرب حقيقية بين أحفاد الإمامة وبين جيش الدولة، بقدر ما كان للسياسة والخيانات والعبث والحسابات الخاطئة النصيب الأوفر، بل هي العامل الحاسم في هذه الحادثة المروعة. في هذه السطور نحاول أن نستطلع بعض آراء اليمنيين في سؤال مباشر ونحن نعيش الذكرى الرابعة لتلك النكبة الغادرة "ما الذي علق في ذاكرتك لحظة سقوط صنعاء م. وكيف عشت تلك اللحظات وأين كنت؟!!". يقول عبدالناصر الشيباني: "كنت لحظاتها في محافظة تعز جنوب البلاد، وتحديداً في مؤسسة طه سعيد انعم، حيث خرجت مسرعاً نحو محل للإنترنت أتابع الأخبار، انصدمت من الموقف وعشت بعدها أياما عصيبة، لا أكاد أصدق ما حدث. وما بين الصدمة والذهول من حجم ما جرى لعاصمة اليمن الجمهوري من قبل أحفاد الإمامة، وحجم التواطؤ المحلي والدولي في تلك الحادثة، يقول طاهر سنان وهو مغترب يمني في إحدى دول الجوار: "عشت غبنا لا مثيل له، ولكني في هذه الأثناء شعرت بالأمل بأن هذا لن يطول وستعود اليمن الى حضنها العربي قريباً". محمد القميسي يستذكر تلك اللحظات القاسية ويقول أنه "عاش في غيبوبة لم يكن يتوقع أو يمكن أن يصدق أن الجمهورية سقطت وبتلك الطريقة"، وتعبير الجمهورية عندما يطرحها الكثير من اليمنيين فهم يقابلون ذلك بأهداف أحفاد الإمامة "الحوثيون والذين لا يخفون سراً أو يتحرجون من الحديث صراحة أن السيطرة على صنعاء، وما يسمى بثورتهم كان انتقاما مباشرا وإسقاطا لثورة سبتمبر الخالدة، التي وصفها احد ابرز الهاشميين الدكتور الراحل محمد عبدالملك المتوكل بأنها انقلاب، وهو إحدى الشخصيات التي ساهمت بصورة مباشرة في إيصال الحوثيين الى صنعاء". لقد كانت الخيانة حاضرة في العملية من أساسها، وهنا يقول فلاح حمادي: "علق في ذاكرتي – لحظة سقوط صنعاء - ان الخونة في كل دار، في كل زغط، في كل حارة وقرية. كنت أعيش حينها أمام نادي شعب صنعاء بمنطقة شملان، كانت الغصة تجتاحني بكيت كثيراً كطفل فقد أحد المقربين منه". أما طلال العماري -مغترب في الرياض- فيقول: "قهر لا أستطيع وصفه"، فيما يمان القباتلي يقول: "عشت الخوف في ساعات لن أنساها ما حييت". عند طُرح هذا الاستطلاع على صادق حسن وهاس، رد مباشرة بأنه بمجرد ما استرجع الذكريات إلى تلك الأيام العصيبة جرت الدموع من عينه من جديد، قهر لا يوصف ومشاهد تدمي القلب ولحظات قاسية يصعب على الشخص المرور عليها أو استحضارها بسهولة. علي محمد ناصر يقول: "كنت أتابع الأحزاب المتواطئة مع الحوثيين، وكانت حينها لم تكشف بالصورة التي تلت الحادثة فيما بعد، وخاصة حزب المؤتمر، عندما كانوا يرحبون بالحوثيين ويؤيدون كل أفعالهم ويبررونها، كنت أحس بخذلان لا مثيل له، كانت لحظة سقوط صنعاء صدمة لم أستطع أن أخرج منها حتى اليوم، كل ما جرى للناس اليوم هو نتاج ذلك الخراب وتلك العملية الإجرامية التي أوصلتهم الى العاصمة صنعاء وفعلوا بالناس ما فعلوا ولا يزالون". إسماعيل محمد يصور تلك اللحظات بأنه عاش كربا وهما لا مثيل لهما، وكان حينها في الحديدة غرب اليمن، يقول: "كنت ألعن المسؤولين كيف فعلوا بنا والى أين أوصلوا البلاد". حسن اليمني يقول: "لحظات مؤلمة ومع القصف الشديد على الفرقة الأولى مدرع كنت اسأل هل قتل الجنرال علي محسن الأحمر أم لا يزال حياً، كنت اعرف أن قتله أو هزيمته هو نهاية لكل شيء فهو الوحيد الذي بقي يقاتل ورفض الخيانات وتآمر الجميع عليه". نجيب طالب: "يقول كنت في منطقة مذبح بجوار مكتب النائب العام، البيت التي كنت اسكن فيه تم احتلاله، وعانيت من الحصار، وكنت آكل تمر وماء فقط". وليد الدبعي، وهو يستحضر الكلمات التي كان يطلقها الإعلامي جميل عز الدين، يقول: "كنت أحدث نفسي هل انتهت الجمهورية وستعود الإمامة؟! وتمر أمام عيني شريط المعتقلات والقيود والذبح والإعدام والسحل والجوع والخوف والمرض، أيام عصيبة لن أنساها". نورا علي تقول: "قهر لا يوصف وشعور بالحزن كالذي حصل عند سقوط بغداد بيد الأمريكان وغصة كمثل يوم إعدام صدام حسين. أذكر ذاك الشعور ورؤية الكل حزين رغم إني كنت مازلت في الابتدائية". الناشط حميد الرقيمي يقول: "أول مرة في حياتي أتناول حبوب منوم، كنت أحاول أنام، أغفو من ضجيج الأفكار والمشاهد التي أمام عيني". أما طارق المخلافي فيقول: "عشت تلك اللحظات مكسور القلب باكي العينين مصدوم من هول الخبر، لم أتوقع بل تمنيت أن كنت أحد الشهداء الذين استشهدوا قبل هذا الخبر المفجع". ويضيف: "عشت أياما في العزبة مع الأصدقاء في الغربة الذي لطالما نتحدث عن تركها وأمامنا قسوة العودة الى الوطن وهو في هذه الحالة". ابتهال المخلافي تقول: "استذكر ضرب التلفزيون ومنظر شهداء شملان من الجنود وكان من أكثر المشاهد إيلاماً، بكيت بصوت مرتفع لدرجة أن ابي كان يطبطب علي وأنا أقول ضاع الوطن، لحظات قاسية ومؤلمة"! إسماعيل أحمد يقول بكلمة واحدة: "بكيت في الشارع، إحساس القهر وحجم الجرم الذي سيدفع الناس ثمنه غالياً". أماني رجاء: "فوق الوصف، بكيت كأني فارقت أبا أو أما، لم أكن اصدق من هول الفاجعة، عشت تبلداً مع غصة، كأنه كان حلم وكابوس، منتظرين متى نصحوا ويقولوا لنا ما فيش ولا حاجة والأمور طبيعية". وتضيف: "لليوم بعد سنوات ونحن في نفس الكابوس ولم نقم بعد.. يا الله ما أسوء ذلك اليوم لم يمر علي يوم أسوأ منه من قبل"! الإعلامي جميل عز الدين يقول: "ما علق في ذهني من هول ذلك اليوم لا زلت أعيشه حتى هذه اللحظة". إبراهيم العماد يقول: "علق في ذاكرتي أنني أحسست أنني أمام نخبة سياسية مجرمة وخائنة، كيف أن عاصمة البلد سقطت في يد مليشيا ولم تستذكر أيا من السياسيين سقوطها أو كيف تأمن هؤلاء مرة ثانية على مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة".
جاري تحميل المحتوى .. الرجاء الانتظار
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news